لم يكن ابدا مميزا , كان ناجحا في كل مايفعل ولكن دون ان يترك بصمة في
عمله, دائما ما حسد الفاشلين والمتطرفين لأنهم نجحوا في ترك علامة فيمن حولهم حتي
وان كانت سيئة, كان عاديا مثل الكثيرين, مائعا كما كان يظن.
صادق الكثيرين ولم يصادقه احد, احبه الجميع ولكنه كان في حياتهم
كالماء, يحتاجونه لكن لا طعم مميز له, اذا احصي احدهم اقرب اصدقائه قد يأتي في
المؤخرة ان حضر في الذاكرة , حضوره الدائم
في حياتهم كان مصدر نسيانهم له , كالشجرة امام بيتك لا تلاحظ وجودها الا اذا اختفت
حين احب كان حبا عاديا, اخلص وتفانى في حبه, وأحبت اخلاصه لكنها لم
تحبه, وحين وجدت من ترك ندوب علي روحها تركته
كان وسيما مريح الملامح, وجهه كالصفحة البيضاء, لا اثر فيه لعلامات
الزمن , كان يغار من القبحاء فهم لا يمحون من الذاكرة
كان ميسور الحال لا يملك سيارة فارهة تجذب الانظار ولا يستطيع ان
ينحشر وسط الكادحين في المواصلات العامة, كانت سيارته مثل المئات في الشارع , مثله
تماما
وحين حاول مليء فراغ روحه بالانخراط في عالم الاطفال عمل في ملجيء
للصغار , احب الاطفال فأحبوه وتعلقوا به وكانوا يدعونه " عمو" ولكن
احدهم لم يلقبه " بابا" كما فعلوا مع زملاؤه فغاب عنهم طويلا ثم تركهم
وحين وُجد ملقىً مغطى بدماءه في شارع مجهول الاسم نقله المارة الي
الرصيف الي ان جائت سيارة الاسعاف حملته للمشرحة.
وبعد شهور شعر من يعرفوه بشيء ينقص حياتهم ولكنهم لم يدركوا ما هو
هناك 12 تعليقًا:
أستاذ كبير
:)
واحشني كتير وربنا يا معلم فينك في الدنيا
حلوه
عااااادى بقى
أقرب الناس هم أبعدهم
يا قلبي يا مينا
تحفة تحفة تحفة
تقريبا اجمل حاجة قرتهالك يا مينا
لغة واحساس وصدق وتمكن للفكرة
سوبر لايك يا مينا
القرب والبعد معادله صعبه مش اى حد بيقدر يستوعبها ولا يفهم مين الاقرب ومين الابعد مين الحقيقى ومين المزيف بس لما بتفقده بتكتشف انه كان اكتر حد حبك وخاف عليك فى الدنيا انه كان اكتر حد حقيقى فى حياتك حتى لو ماكنش ساب علامه مميزه او ضوضاء وصخب حواليك
عـادي
تلك الكلمة التي ما أن نراها حتى نعلم أن هناك الكثير من اللاعادي يختبئ وراء أحرفها
و بطلك العادي عاش ورحل .. ولم يدرك كل من حوله ما الذي يختبئ وراء " عاديته "
رااائعة يا مينا
جميلة و عميقة في غير تكلف ؛ عجبتني قوى يا مينا .
هدير
لو كان احتياجهم له كأحتياجهم للماء
فهو بالنسبه لهم اصل الحياه
قد لا يدرى هو او لا يدرون ..انه فى انعدام ملمحه المميزه شريان حياه فى حياتهم
و إن وجد ملقى فى شارع مجهول وسط دمائه و لم يتذكره من يعرفه
فسوف يأتى يوم يحتاجونه كما يفعلون دائما
فيبحثون عنه فلا يجدوه و يظل مكانه ومجهول لهم و يظل غيابه سؤال يحيرهم طول عمرهم و تبقى هذه هى الندبه التى لا تنسى
دي اول مرة اقرالك واللي دعاني اجي هنا هو الاستاذ باشا صاحب مدونة هجايص
بجد انت مبدع وكلامك اثر فيا جدا
وبجد كان دعوة لتأمل حاجات كتير بنعملها لناس مايستاهلوش وحاجات كتير بننسا نديها لناس بيهتموا بينا وحوالينا لكننا مش حسين بوجودهم
تحياتي
عبقرية.
إرسال تعليق