في ساحة الانتظار بالعيادات الخارجية لاحدي المستشفيات الصغيرة بتلك
البلد الغريب التي قصدها بعد الهروب من وطنه جلس ينتظر دوره امام عيادات الاسنان
حين سألته عاملة الاستقبال عن اي طبيب يريد اجابها لا فرق فكلهم يقضون
الغرض
فبعد "حبيبة" لم
يكن شيء يهم, فلم يكن يتصور ان يذهب لطبيب طالما كانت في حياته, حين كان يمرض يلجأ
اليها دائما لتصف له الدواء,
-
ياحبيبي
انا دكتورة اسنان مالي انا ومال الصداع؟
-
ياحبيبة انتوا
دكاترة في بعض واكيد الطب كله موصل علي بعضه , قوليلي بقي علي حاجة علشان الصداع
هايموتني
لم يهاجمه ألم الاسنان الا حينما ترك وطنيه, لا يضارع آلام القلب الا الاسنان, يهلكان الروح والجسد,
وحين هاجماه كانا سويا, فدائما لا تأتيه الآلام فرادى.
اخرج هاتفه وعبث بازراره ليستمع لشيء يقتل الوقت , فانساب في اذنيه
صوت فيروز "عندي ثقة فيك.. عندي امل فيك" فابتسم رغم عنه.
كانت دائما تدندن له تلك الاغنية بصوت شهيً عندما تضيق الدنيا في
وجهه, فتتألق عيناه ويبتسم رغما عنه فتلكزه في كتفه مازحة
-
فكها
عشان ربنا يفكها , انا واثقة انك هاتقدر تكون اللي انت عازوه
حين غنتها له في اخر لقاء وهي تحاول ان تعدله عن قرار سفره لم يبتسم
ولم تتألق عيناه وبقي متجهما فانفجرت فيه غاضبة,
-
اذن
فاذهب الي حيث اردت ولكن فلتعلم, فلن اتنفس هواء لا تسكن ارضه
لم ينتبه الا علي صوت الممرضة الفلبينيه ينببه انه دوره للدخول
للطبيبة فارتبك وازال سماعة الاذن من الهاتف دون قصد حتي يسمع ماذا تقول الممرضة
بلكنتها الانجليزية الغريبة فانساب صوت فيروز من هاتفه "حبيتك مثل ما حدا
حب.. ولا بيوم راح بحكي" وهو يدخل غرفة الطبيبة التي كُتب علي بابها لافتة
صغيرة لم يلحظها "د/ حبيبة ابراهيم شعبان"